وصـيـة روح






وصية روح

رحيق القلوب

كعادتي كل صباح حين أتجه لحديقتي الخضراء جامعاً بذور الوفاء راوياً لزهور العشاق ومنادياً قلوب الوفاق , ظل دوماً يناجي حديقتي الكثير من العشاق هادياً لهم زهور العطاء . حتى قدمت تلك الأنثى حاملة بذور الحب والسلام الغيرة والوئام حينها رأيت عينان حزينتان . قدمت تلك الأنثى كي توصي وصيتها متمنيةً بأن تحتضن تلك البذور الأرض وأن تكون جنبأ إلى جنب توصي بإهداء زهور الحب لقلوب العشق والهيام وزهور السلام لقلوب أضاءت كونها بالأمان حتى تحتضن الوئام . كانت كلماتها أشبه بفتاة راحلة ولن تعود.!

عندها أجبتها أراحلة أنتي يازهرة القلوب.؟

وقتها لم تتمكن هذه الأنثى من إكباح مشاعرها فقد ملأت الدموع عيناها الحزينتان, قائلة : لم يبقى سوى الرحيل فقدت رحلت عائلتي وأحبابي برصاص أعدائي سأرحل بأعدائي ممزقةً أوصالي مستشهدةً بكياني فما فائدة الزهور بوجود الأعداء وما فائدة الأرض بدون الأعباء فقد جرف الأعداء الأهواء وحطموا كل حواجز الإخاء وشتتوا أشكال الوفاق وتناست الشعوب إراقة الدماء تناست يد الوفاء وباتوا يحملون العناء ,عناء جريح وشهيد عناء دموع لا تجف وقلوب لا ترحم وكياناً أُذل , فلِمِا لا أرحل ومن منا باق على الأرض حينها.

تأملت كلماتها قائلاً لها : هناك أيضاً الأمل أفلا تؤمنين بالقدر هناك الشجعان وما زال هناك الكروان هناك قلوب بحاجة لحنان إفتقدته فأجعلي من كيانك شعلة دفئ تروي بها أرواحهم وهناك قلوب إفتقدت إبتسامتها فابعثي لهم بروح الأمل وهناك بذور ما زالت تنتظر كل وفاء لها كي تصبح زهرة تملأ عبير الكون بأجمل رحيق لها وهناك كيانك وما تؤمنين به فالمصير واحد والطريق واحد ولا أعلم أنلتقي مجدداً أم سيكون هذا وداعنا الأخير لكن أرجو أن تبتسمي قبل رحيلك!

ابتسمت تلك الأنثى قائلة: وداعاً يأمير الزهور.

ورحلت تاركة عالمها خلفها لأجل الأرض لأجل نمو الزهور رحلت حاملة إيماناً لا ينطفئ وكياناً بات ملتهب.

حينها وهبت مائة زهرة حب وسلام وغيرة ووئام لمثواها الأخير وبأن تحتضن تلك الزهور الأرض وتكون جنباً إلى جنب وأهدي دائماً زهور الوئام بكل إيمان حتى تتحقق الآمال وتنتهي الآلام فمتى تنتهي أيتها الألام.















Post a Comment

Previous Post Next Post
YOUR EXISTING AD GOES HERE
YOUR EXISTING AD GOES HERE
YOUR EXISTING AD GOES HERE